دعوى النفع لهم والضر كذباً وفجوراًن فكأنه قيل : هذا للذين أشركوا، فما للذين كانوا دعاة إلى الشرك مانعين من الانتقال عنه ؟ فقيل :﴿الذين كفروا﴾ أي أوجدوا الكفر في أنفسهم ﴿وصدوا﴾ مع ذلك غيرهم ﴿عن سبيل الله﴾ أي الذي له الإحاطة كلها ﴿زدناهم﴾ أي بما لنا من العظمة، بصدهم غيرهم ﴿عذاباً فوق العذاب﴾ الذي استحقوه على مطلق الشرك ﴿بما كانوا﴾ أي كوناً جبلياً ﴿يفسدون*﴾ أي يوقعون الفساد ويجددونه ؛ ثم كرر التحذير من ذلك اليوم على وجه يزيد على ما افهمته الآية السالفة، وهو أن الشهادة تقع على الأمم لا لهم، وتكون بحضرتهم، فقال تعالى :﴿ويوم﴾ أي وخوفهم يوم ﴿نبعث﴾ أي بما لنامن العظمة ﴿في كل أمة﴾ من الأمم ﴿شهيداً﴾ أي هو في أعلى رتب الشهادة ﴿عليهم﴾.
ولما كانت بعثة الأنبياء السابقين عليهم السلام خاصة بقومهم إلا قليلاً، قال :﴿من أنفسهم﴾ وهو نبيهم.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٩٩