ولما كان ربما توهم أنه لكونه هو المضل لا يتوجه اللوم عليهم نفى ذلك بقوله :﴿ولهم عذاب أليم*﴾ أي بذلك، لمباشرتهم له مع حجب المراد عنهم وخلق القدرة لهم، إجراء على عوائد بعض الخلق مع بعض.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣١٢
ولما زيف شبههم، أثبت لهم ما قذفوه به وهوبريء منه مقصوراً عليهم، فقال تعالى :﴿إنما يفتري﴾ أي يتعمد ﴿الكذب الذين لا يؤمنون﴾ أي لا يتجدد منهم الإيمان ﴿بآيات الله﴾ أي الذي له الكمال كله، فإن ردهم لما قام الدليل على أنه حق وعجزوا عنه تعمد منهم للكذب ؛ ثم قصر الكذب عليهم فقال :﴿وأولئك﴾ أي البعداء البغضاء ﴿هم﴾ أي خاصة ﴿الكاذبون*﴾ أي العريقون في الكذب ظاهراً وباطناً.
٣١٣


الصفحة التالية
Icon