أتى بختنصر ملك بابل في كل أجناده إلى أورشليم وحلوا عليها، وفي إحدى عشرة سنة لصديقيا في الشهر الخامس انثملت القرية، فأتى كل أشراف ملك بابل إلى الباب الأوسط، فلما رأى صديقيا أنهم قد جلسوا في الباب الأوسط وقد هرب المقاتلة وخرجوا بالليل، خرج الملك أيضاً من الباب الذي بين السورين في طريق نيسان، فلما صار إلى الصحراء طلبه جند الكلدانيين على الأثر، فأدركوه في صحراء أريحا وافترق عنه أجناده فساقوه حتى أصعدوه إلى بختنصر ملك بابل في ديلاب من أرض حماة وذبح ملك بابل بني صديقيا وكل أشراف يهوذا، وأعمى عيني صديقيا وأوثقه في السلاسل لكي يذهب به إلى بابل، وأحرق بيت الملك وبيوت الشعب بالنار، واستأصل السور المحيط بأورشليم، وكذا بقية الشعب، الذين بقوا في القرية والذين هربوا إليه سباهم ودفعهم إلى وازردان صاحب شرطته، فانطلق بهم إلى بابل، ومساكين الشعب - الذين ليس لهم شيء - تركهم في أرض يهوذا، واستعمل عليهم أخيقام بن شافان، وأمر بختنصر صاحب شرطته أن يأخذ إرميا وقال : لتكن عينك عليه، ولا تفعل به بأساً، وما قال لك من شيء فافعله، فأرسل إلى إرميا فأخذه من دار الحبس، ودفعه إلى أجدليا بن أخيقام بن شافان ليرده إلى بيته، وقال وازردان صاحب الشرطة لإرميا : إلهك الذي قال هذا الشر على هذه البلدة وفعل كالذي قال، لأنكم أخطأتم للرب ولم تسمعوا صوته، فأنزل بكم هذا الأمر، وأما أنت فها أناذا قد أحللتك من السلاسل التي كانت في يديك، فإن شئت أن تأتي معي إلى بابل فتعال، وإن شئت فاقم، فهذه الأرض في يديك كلها، فحيثما كان خيراً لك وحيث يحسن في عينيك فانطلق إليه، وإلا فاجلس عند جدليا بن أخيقام بن شافان الذي سلطه بختنصر في يهوذا، وأعطاه صاحب الشرطة مواهب في الطريق وسرحه بسلام، فأتى إرميا إلى أجدليا بن أخيقام إلى مسفيا، وجلس عنده مع الشعب الذين خلفهم ملك بابل في الأرض.


الصفحة التالية
Icon