ولما كانوا بعبادتهم لهم قد أحلوهم محل العلماء، قال تعاى :﴿عليهم﴾ أي على عبادتهم إياهم، وحققوا ما أرادوا من الاستعلاء بقولهم :﴿بسلطان﴾ أي دليل قاهر ﴿بين﴾ مثل ما نأتي نحن على تفرد معبودنا بالأدلة الظاهرة، والبراهين الباهرة، فإن مثل هذا الأمر لا يقنع فيه بدون ذلك، وقد جمعنا الأدلة كلها في الاستدلال على تفرد الله باستحقاقه للعبادة بأنه تفرد بخلق الوجودن فتسبب عن عجزهم عن دليل أنهم أظلم الظالمين لافتعالهم الكذب عن ملك الملوك ومالك الملك، فلذلك قالوا :﴿فمن أظلم ممن افترى﴾ أي تعمد ﴿على الله﴾ أي الملك الأعظم ﴿كذباً*﴾ فالآية دالة على فساد التقليد في الوحدانية.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٤٩