أو حفظ ابتداء، بدأهم بمن أعاد له ما كان أعدمه من أهل ومال، وسخر له عنصر الماء في إعادة لحمه وجلده، لأن الإعادة هي المقصودة بالذات في هذه السورة فقال :﴿وأيوب﴾ أي واذكر أيوب، قالوا : وهو ابن أموص بن روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وكان صاحب البثنية من بلاد الشام، وكان الله قد بسط عليه الدنيا فشكره سبحانه ثم ابتاله فصبر ﴿إذ نادى ربه﴾ أى المحسن إليه في عافيته وضره بما آتاه من صبره ﴿إني مسني الضر﴾ بتسليطك الشيطان عليّ في بدني وأهلي ومالي وقد طمع الآن في ديني، وذلك أنه زين لامرأة أيوب عليه السلام أن تأمره ان يذبح الصنم فإنه يبرأ ثم يتوب، ففطن لذلك وحلف : ليضربها إن برأ، وجزع من ذلك، والشكوى إلى الله تعالى ليست من الجزع فلا تنافي الصبر، وقال سفيان بن عيينة : ولا من شكا إلى الناس وهو في شكواه راض بقضاء الله تعالى.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٠١