ولما كان المراد بالساعة القيام وما والاه، جعل مظروفاً لذلك اليوم الذي هو من ذلك الوقت إلى افتراق الفريقين إلى داري الإبعاد والإسعاد، والهوان والغفران، فقال تعالى :﴿يوم ترونها﴾ أي الزلزلة أو كل مرضعة، أضمرها قبل الذكر، تهويلاً للأمر وترويعاً للنفس ﴿تذهل﴾ أي تنسى وتغفل حائرة مدهوشة، وهو العامل في " يوم " ويجوز أن يكون عامله معنى الكلام، أي تستعظمون جداً ذلك اليوم عمد المعاينة وإن كنتم الآن تكذبون، ويكون ما بعده استئنافاً ودل بالسور على عموم تأثير لشدة عظمته فقال :﴿كل مرضعة﴾ أي بالفعل ﴿عما أرضعت﴾ من ولدها وغيره، وهي من ماتت مع أبنها رضيعاً، قال البغوي : يقال : مرضع، بلا هاء - إذا أريد به الصفة مثل حائض وحامل، فإذا أردوا الفعل أدخلوا الهاء - يعني : فيدل حينئذ أنها ملتبسة به ﴿وتضع كل ذات حمل حملها﴾ أي تسقطه قبل التمام رعباً وفزعاً، وهي من ماتت حاملاً - والله أعلم، فإن كل أحد يقوم على ما مات عليه، قال ا لحسن : تذهل المرضعة عن ولدها بغير فطام، وتضع الحامل ما في بطنها بغير تمام - انتهى.


الصفحة التالية
Icon