الذي معناه : اشتد في الخرب، بقوله ﴿الفقير*﴾ وأكد هذا الحث ونفى عنه الريب بعوده إلى الأسلوب الأول في قوله :﴿ثم ليقضوا﴾ أي يقطعوا وينهوا يوم النحر بعد طول الإحرام ﴿تفثهم﴾ أي شعثهم بالغسل وقص الأظفار والشارب وحلق العنة ونحو ذلك ﴿وليوفوا نذورهم﴾ أخذاً من الفراغ من الأمر والخروج من كل واجب ﴿وليطوفوا﴾ فيكون ذلك آخر أعمالهم، وحث على الإكثار منه والاجتهاد فيه بصيغة التفعل، وعلى الإخلاص بالإخفاء بحسب الطاقة بالإدغام، واللام إن كسرت - كما هي قراءة أبي عمرو وانب عامر وورش عن نافع وقنبل غن ابن كثير ورويس عن يعقوب في ﴿ليقضوا﴾ وقراءة ابن ذكوان عن ابن عامر وحده في ﴿ليوفوا وليطوفوا﴾ يصح أن تكون للعلة عطفاً على ﴿ليشهدوا﴾ ويمون عطفها بأداة التراخي لطول المدة على ما هو مفهومها مع الإشارة إلى التعظيم في الرتبة، ويصح أن تكون للأمر كقراؤة الباقين بالإسكان، وقوله :﴿بالبيت﴾ أي من ورائه، لعلم الحجر، ومتى نقص عن إكمال الدوران حوله أدنى جزء لم يصح أنه لم يوقع مسمىى الطواف، فلا تعلق بالباء في التبعيض ووصفه بقوله :﴿العتيق*﴾ إشارة إلى استحقاقه للتعظيم بالقدم والعتق من كل سوء، ثم أشار إلى تعظيم الحج وأفعاله هذه بقوله :﴿ذلك﴾ أي المر الجليل العظيم الكبير المنافع دنيا وأخرى ذلك.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٤٦