جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٥٠
ولما قدم سبحانه الحث على التقرب بالأنعام كلها، وكانت الإبل أعظمها خلقاً، وأجلها في أنفسهم أمراً، خصها بالذكر في سياق تكون فيه مذكورة مرتين معبراً بالاسم الدال على عظمتها، أو أنه خصها لأنه خص العرب بها دون الأمم الماضية، فقال عاطفاً على قوله ﴿جعلنا منسكاً﴾ أو يكون التقدير والله أعلم : فأشركناكم مع الأمم الماضية في البقر والغنم ﴿والبدن﴾ أي الإبل أي المعروفة بعظم الأبدان - ﴿جعلناها﴾ أي بعظمتنا، وزاد في التذكير بالعظمة بذكر الاسم العلم فقال :﴿لكم من شعائر الله﴾ أي أعلام دين الملك الأعظم ومناسكه التي شرعها لكم وشرع فيها الإشعار، وهو أن يطعن بحديدة في سنامها، تمييزاً لما يكون منها هدياً عن غيره.
ولما نبه على ما فيها من النفع الديني، نبه على ما هو أعم منه فقال :﴿لكم فيها خير﴾ بالتسخير الذي هو من منافع الدنيا، والتقريب الذي هو من منافع الآخرة ؛ روى الترميذي وحسنه وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله علية وسلم قال :"ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من هراقة الدمن وإنه ليؤتى يوم القيامةة بقورنها وأظلافها
١٥٣