ولما ذكر سبحانه ما إذا عصر كان ماء لا ينفع للاصطباح، أتبعه ما إذا عصر كان دهناً يعم الصطباح والاصطباغ، وفصله عنه لأنه أدل على القدرة فقال :﴿وشجرة﴾ أي وأنشأنا به شجرة، أي زيتونة ﴿تخرج من طور﴾.
ولما كان السياق للإمداد بالنعم، ناسبه المد فقال :﴿سيناء﴾ قال الحافظ عماد الدين ابن كثير : وهو طور سينين، وهو ا لجبل الذي كلم الله عليه موسىى بن عمران عليه السلام وما حوله من الجبال التي فيها شجر الزيتون.
وقال صاحب القاموس : والطور : الجبل، وجبل قرب أيلة يضاف إلى سيناء وسينين، وجبل بالشام، وقيل : هو المضاف إلى سيناء، وجبل بالقدس عن يمين المسجد، وآخر عن قبليه، به قبر هارون عليه السلام، مجبل برأس العين، - وآخر مطلّ على طبرية - انتهى.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٩١
وهو اسم مركب من الاسمين، وقيل : بل مضاف إلى سيناء، ومعنى سيناء الحسن، وقيل : المبارك، وقيل : هو حجارة معروفة، وقيل شجر، ولعله خصه من بين الأطوار لقربه من المخاطبين أولاً بهذا القرآن، وهم العرب، ولغرابة نبت الزيتون به لأنه في بلاد الحر والزيتون من نبات الأرض الباردة، ولتمحضه لن يكون نبته مما أنزل من السماء من الماء لعلوه جداً، وبعد من أن يدعى أن ما فيه من النداوة من الماء من البحر لأن الإمام
١٩١