ولما كان الثناء أعظم مهيج على إجابة الدعاء، وكان التقدير، فأنت خير الحاملين، عطف عليه قوله ﴿وأنت خير المنزلين*﴾ لأنك تكفي نزيلك كل ملم، وتعطيه كل مراد.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ١٩٦
ولما كانت هذه القصة من أغرب القصص، حث على تدبرها بقوله :﴿إن في ذلك﴾ أي الأمر العظيم الذي ذكر من أمر نوح وقومه وكذا ما هو مهاد له ﴿لآيات﴾ أى علامات دالات على صدق الأنبياء في أن المؤمنين هم المفلحون، وأنهم الوارثون للأرض بعد الظالمين وإن عظمت شوكتهم، واشتدت صولتهم ﴿وإن﴾ أي وإنا بما لنا من العظمة ﴿كنا﴾ بما لنا من الوصف الثابت الدال على تمام القدرة ﴿لمبتلين*﴾ أى فاعلين فعل المختبر لعبادنا بإرسال الرسل ليظهر في عالم الشهادة الصالحُ منهم من
١٩٧
غيره، ثم نبتلي الصالحين منهم بما يزيد حسناتهم، وينقص سيئاتهم، ويعلي دراجاتهم، ثم نجعل لهم العقبة فنبلي بهم الظالمين بما يوجب دمارهم، ويخرب ديارهم، ويمحو آثارهم، هذه عادتنا المستمرة إلى أن نرث الأرض ومن عليها فيكون البلاء المبين.


الصفحة التالية
Icon