وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير في برهانه : لما قال تعالى ﴿والذين هم لفروجهم حافظون﴾ [المؤمنون : ٥] ثم قال تعالى ﴿فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون﴾ [المؤمنون : ٧] استدعى الكلام بيان حكم العادي في ذلك، ولم يبين فيها فأوضحه في سورة النور فقال تعالى ﴿الزانية والزاني﴾ - الآية، ثم أتبع ذلك بحكم اللعان والقذف وانجرّ مع ذلك الإخبار بقصة الإفك تحذيراً للمؤمنين من زلل الألسنة رجماً بالغيب ﴿تحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم﴾ واتبع ذلك بعد بوعيد محبّي شياع الفاحشة، في المؤمنين بقوله تعالى ﴿إن الذين يرمنو المحصنات الغافلات المؤمنات﴾ [النور : ٢٣] الآيات، ثم بالتحذيرمن دخول البيوت إلا بعد الاستئذان المشروع، ثم بالأمر بغض الأبصار للرجال والنساء ونهى النساء عن إبداء الزينة إلا لمن سمى الله سبحانه في الآية، وتكررت هذه المقاصد في هذه السورة إلى ذكر حكم العورات الثلاث، ودخول بيوت الأقارب وذي الرحام، وكل هذا مما تبرأ ذمة المؤمن بالتزام ماأمر الله فيه من ذلك والوقوف عندما حده تعالى من أن يكون من العادين المذمومين في قوله تعالى ﴿فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون﴾ [المؤمنون : ٧].
وما تخلل الآي المذكورات
٢٣٠
ونسق عليها مما ليس من الحكم المذكور فلاستجرار الآي إياه واستدعائه، ومظنه استيفاء ذلك وبيان ارتباطه التفسير، وليس من شرطنا هنا - والله سبحانه وتعالى يوفقنا لفهم كتابه - انتهى.