ولما كان حفظ الفرج لخطر المواقعة اسهل من حفظ البصر، ولأنه لا يفعل به من غير اختبار، حذف " من " لقصد العموم فقال :﴿ويحفظوا فروجهم﴾ أي عن كل حرام من كشف وغيره ولم يستثقن الزوجة وملك اليمين استغنا عنه بما سبق في المؤمنون، ولأن المقام للتهويل في أمر للحفظ والتشديد، ورغب في ذلك بتعليله بقوله :﴿ذلك﴾ أي الأمر العالي العظيم من كل من الغض والحفظ الذي أمرتهم به ﴿أزكى لهم﴾ أي أقرب إلى أن ينموا ويكثروا ويطهروا حساً ومعنى، ويبارك لهم، أما الحسي فهو أن الونى مجلبة للموت بالطاعون، ويورث الفقر وغيرهما من البلايا "ما من قوم ظهر فيهم الزنى إلا أخذوا بالسنة" رواه أحمد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، ورواه عنه أبو القاسم عبد الرحنم بن عبد الحكم في كتاب الفتوح ولفظه "ما من قوم يظهر فيهم الزنى إلا أخذوا بالفنا وما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب الزنى يورث الفقر" رواه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما
٢٥٥


الصفحة التالية
Icon