ولما كان السؤال - كما مضى - عن الفاعل لا عن الفعل، كان لا بد من قوله :﴿هم﴾ أي باختيار منهم لإهمالهم استعمال ما أعطيتهم من قويم العقل وسديد النظر ﴿ضلوا﴾ وأوصل الفعل بدون " عن " كما في هداة الطريق بدون " إلى " لكثرة الدور، وللإشارة إلى قوة الفعل فقال :﴿السبيل*﴾ أى الذي نهجته ونصبتت عليه الأدلة القاطعة، البراهين الساطعة ﴿قالوا﴾ أي المعبودات الحي منهم والجماد، المطيع والعاصي :﴿سبحانك﴾ أي تنزهت عن أن ينسب إلى غيرك قدرة على فعل من الأفعال.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٠٣
ولما أنتج التنزيه أنهم لا فعل لغيره سبحانه، عبروا عنه بقولهم :﴿ما كان ينبغي﴾ أي يصح ويتصور ﴿لنا أن نتخذ﴾ أي نتكلف أن نأخذ باختيارنا من غير إرادة منك ﴿من دونك﴾ وكل ما سواك فهو دونك ﴿من أولياء﴾ أى ينفعوننا، فإنا مفتقرون إلى من ينفعنا لحاجتنا وفقرنا، فكيف نترك من بيده كل شيء وهو أقرب إلينا في كل معنى من معاني الولاية من كل شيء منالعلم والقدرة وغيرهما إلى من لا شيء بيده، وهو أبعد بعيد من كل من معاتي الولاية، فلو تكلفنا جعله قريباً لم يكن كذلك، وهذه عبارة
٣٠٦