وبين إسراعهم في الضلال بقوله :﴿إذ﴾ أى حين ﴿قال لهم أخوهم﴾ أى في السكنى في البلد لا في النسب لأنه ابن أخي إبراهيم عليه السلام، وهما من بلاد الشرق من بلاد بابل - وكأنه عبر بالأخوة لاختياره لمجاورتهم، ومناسيتهم بمصاهرتهم، وإقامته بينهم في مدينتهم مدة مديدة، وسنين عديدة، وإتيانه بالأولاد من نسائهم، مع موافقته لهم في أنه قروي، ثم بينه بقوله :﴿لوط ألا تتقون*﴾ أى تخافون الله فتجعلوا بينكم وبين سخطه وقاية.
ولا كان مضمون هذا الدعاء لهم والإنكار عليهم في عدم التقوى علل ذلك بقوله :﴿إني لكم﴾ أى خاصة ﴿رسول أمين*﴾ أي لا سيء من غش ولا خيانة عندي، ولذلك سبب عنه قوله :﴿فاتقوا الله﴾ أى لقدرته على إهلاك من يريد وتعاليه في عظمته ﴿وأطيعون*﴾ أى لأن طاعتي سبب نجاتكم، لأني لا آمركم إلا بما يرتضيه.
ولا أنهاكم إلا عما يغضبه.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٣٨٢
٣٨٣
ولما أثبت الداعي إلى طاعته، نفى الناهي عنها فقال :﴿وما أسئلكم عليه﴾ أي الدعاء إلى الله ﴿من أجر﴾ أي فتتهموني بسببه ؛ ونفى سؤاله لغيرهم من الخلائق بتخصيصه بالخالق فقال :﴿إن﴾ أي ما ﴿أجري إلا على رب العالمين*﴾ أي المحسن إليهم بإيجادهم ثم تربيتهم.


الصفحة التالية
Icon