ولما ذكر التمكين، ذكر أنه مع مغالبة الجبابرة إعلاماً بأنه أضخم تمكين فقال عاطفاً على نحو : ونريد أن نأخذ الذين علوا في الأرض وهم فرعون وهامان وجنودهما :﴿ونري﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿فرعون﴾ أي الذي كان هذا الاستضعاف منه ﴿وهامان﴾ وزيره ﴿وجنودهما﴾ الذين كانا يتوصلان بهم إلى ما يريدانه من الفساد ﴿منهم﴾ أي المستضعفين ﴿ما كانوا﴾ أي بجد عظيم نمهم كأنه غريزة ﴿يحذرون*﴾ أي يجددون حذره في كل حين على الاستمرار بغاية الجد والنشاط من ذهاب ملكهم بمولود منهم وما يتبع ذلك، قال البغوي : والحذر : التوقي من الضرر.
والآية من الاحتباك : ذكر الاستضعاف أولاً دليلاً على القوة ثانياً، وإراءة المحذور ثانياً دليلاً على إرادة المحبوب أولا، وسر ذلك أنه ذكر المسلي والمرجي ترغيباً في الصبر وانتظام الفرج.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٤٦٤


الصفحة التالية
Icon