ولما كان التقديرك فأتاهم كما أمر الله، عاضده أخوه كما أخبر الله، ودعواهم إلى الله تعالى، وأظهرا ما أمر به من الآيات، بنى قوله مبيناً بالفاء سرعة امتثاله :﴿فلما جاءهم﴾ أي فعون وقومه.
ولما كانت رسالة هارون عليه الصلاة والسلام إنمكا هي تأييد لموسى عليه الصلاة والسلام، أشار إلى ذلك بالتصريح باسم الجائي، فقال :﴿موسى بآياتنا﴾ أي التي أمرناه
٤٨٨
بها، الدالة على جميع الآيات للتساوي في خرق العادة حال كونها ﴿بينات﴾ أيفي غاية الوضوح ﴿قالوا﴾ أى فرعون وجنوده ﴿ما هذا﴾ أى الذي أظهره من الآيات ﴿إلا سحر مفترى﴾ أي هو خيال لا حقيقة له كجميع أنواع السحر، متعمداً التخييل به، لا انه معجزة من عند الله ﴿وما سمعنا بهذا﴾ أى الذي تقوله من الرسالة عن الله ﴿في آبائنا﴾ وأشاروا إلى البدعة التي قد اضلت أكثر الخلق، وهي تحكيم عوائد التقليد، ولا سيما عند تقادمها على القواطع في قوله :﴿الأولين*﴾ وقد كذبوا وافتروا لقد سمعوا بذلك في أيام يوسف علي السلام ﴿وما بالعهد من قدم﴾ فقد قال لهم الذي آمن ﴿ياقوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب﴾ - إلى قوله :﴿ولقد جاءكم يوسف من قبله بالبينات﴾ [غافر : ٣٤].
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٤٨٨


الصفحة التالية
Icon