ولما ذكر الدليل الأول من الدليل على إبطال الشركة أن الشركاء لم يستجيبوا لهم ولا كانت لهم قدرة على نصرهم ولا نصر أنفسهم، وكان ربما قيل : إن ذلك الشيء عب العجز، دل هنا على الإشراك لا سبهة دليل فقال صارفاً بقول إلى مظهر التكلم بأسلوب العظمة لأنه مجرد فعلا ﴿ونزعنا﴾ أي أفردنا بقوة وسطوة ﴿من كل أمة شهيداً﴾ أي وهو رسولهم، فشهد عليهم بأعمالهم وما كانوا فيه من الارتباك في أشراك الإشراك.
٥١٥
ولما تسبب عن ذلك سؤالهم عن سندهم في إشراكهم قال :﴿فقلنا﴾ أي للأمم :﴿هاتوا برهانكم﴾ أي دليلكم القطعي الذي فزعتم في الدنيا إليه، وعولتم في شرككم عليه، كما هو شأن ذوي العقول أنهم لا يبنون شيئاً على غير أساس ﴿فعلموا﴾ بسبب هذا السؤال لما اضطروا ففتشوا واجتهدوا فلم يجدوا لهم سنداً أصلاً ﴿أن الحق﴾ أي في الإلهية ﴿الله﴾ أي الملك الأعلى الذي له الأمر كله ولا مكافىء له، لا شكرة لشيء معه ﴿وضل﴾ أي غاب وبطل غيبة الشيء الضائع ﴿عنهم ما كانوا﴾ أي كوناً هو كالجبلة لهم ﴿يفترون*﴾ أي يقولونه قول الكاذب المتعمد للكذب لكونه لا دليل عليه ولا شبهة موجبة للغلط فيه.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥١٣