ولما ذكر بغية، ذكر سببه الحقيقي، فقال :﴿وآتيناه﴾ أي ومع كوننا أنعما عليه بجعله من حزب أصفيائنا بعظمتنا ﴿من الكنوز﴾ أي الأموال المدفونة المدخرة، فضلاً عن الظاهرة التي هي بصدد الإنفاق منه لما عساه يعرض من المهمات ﴿ما﴾ أي الذي أو شيئاً كثيراً لا يدخل تحت حصر حتى ﴿إن مفاتحه﴾ أي مفتاح الأغلاق التي هو مدفون فيما وراء أبوابها ﴿لتنوء﴾ أي تميل بجهد ومشقة لثقلها ﴿بالعصبة﴾ أي الجماعة الكثيرة التي يعصب - أى يقوي - بعضهم بعضاً، وفي المبالغة بالتعبير بالكنوز والمفاتيح والنوء والعصبة الموصوفة ما يدل على أنه أوتي من ذلك ما لم يؤته أحد ممن هو في عداده، وكل ذلك مما تستبعده العقول، فلذلك وقع التأكيد ﴿أولي قوة﴾ أي تميلهم من أثقالها إياهم، والنوء : الميل، قال الرازي : والنوء : الكوكب مال عن العين عند الغروب، يقال : ناء بالحمل - إذا نهض به مثقلاً، وناء به الحمل - إذا أماله لثقله.
ولما ذكر بغية، ذكر وقته، والوقت قد يكون واسعاً كما نقول : جرى كذا عام
٥١٧