جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥٦١
ولما لم يكن هذا جامعاً للفريقين، أتبعه بما يجمعهما فقال :﴿وإلهنا وإلهكم﴾ ولما كان من المعلوم قطعاً أن المراد به الله، لأن المسلمين لا يعبدون غيره، وكان جميع الفرق مقرين بالإلهية ولو بنوع إقرار لم تدع حاجة إلى أن يقول ﴿إله﴾ كما في بقية الآيات فقال :﴿واحد﴾ إلى لا إله لنا غيره وإن ادعى بعضكم عزيراً والمسيح ﴿ونحن له﴾ خاصة ﴿مسملون*﴾ أي خاضعون منقادون أتم انقياد فيما يأمرنا به بعد الأصول من الفروع سواء كانت موافقة لفروعكم كالتوجه بالصلاة إلى بيت المقدس، أو ناسخة كالتوجه إلى الكعبة، ولا تنخذ الأحبار والرهبان أرباباً من دون الله لنأخذ ما يشرعونه لنا مخالفاً لكتابة وسنة نبيه ﷺ، فنكون حينئذ قد خضعنا لهم وتكبرنا عليه فأوقعنا الإسلام في غير موضعه ظلماً.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥٦١
ولما كان التقدير تعليلاً للأمر بهذا القول : إنا أنزلنا كتبهم إلى رسلهم، عطف عليه قوله مخاطباً للرأس تخصيصاً له لئلا يتطرق لمتعنت طعن عموم أو اتهام في المنزل عليه :﴿وكذلك﴾ أى ومثل ذلك الإنزال الذي أنزلناه إلى أنبيائهم ﴿أنزلنا إليك الكتاب﴾
٥٦٥