فاستعمل شهربراز - انتهى.
وبعث قيصر رجلاً يدعى قطمير بجيش من الروم، فالتقى مع شهربراز بأذرعات وبصرى، وهي أ]تى الشام إلى أرض العربفغلبت فارس الروم وظهروا عليهم فقتلوهم وخربوا مدائنهم وقطعوا زيتونهم، وبلغ ذلك النبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم وهم بمكة فشق ذلك عليهم، وكان النبي ﷺ يكره أن يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم، لأن فارس لم يكن لهم كتاب، وكانوا يجحدون البعث، ويعبدون الناروالأصنام، وفرح كفار مكة وشمتوا.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥٨٢
قال الترميذي عن ابن عباس رضي الله عنهما : وكان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب - انتهى.
فلقي المشركون أصحاب النبي ﷺ فقالوا : إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب، ونحن أميون وأهل فارس أميون، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الروم، فإن قاتلتمونا لنظهرن عليكم.
فذكر ذلك أبو بكر للنبي ﷺ فنزلت الآية، فقال ﷺ :"أما إنهم سيغلبون في بضع سنين" قال الترميذي عن ابن عباس رضي الله عنهما : فذكره ابو بكر رضي الله عنه لهم فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلاً، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجل خمس سنين فلم يظهروا فذكروا ذلك للنبي ﷺ فقال :"ألا جعلته إلى دون" يعني
٥٨٥