ولما وصل ابرويز إلى أنطاكية كاتب ملك الروم وسأله نصرته، فأجابه وتوادا إلى أن زوجة ابنته مريم وحملها غليه، وبعث إليه ستين ألف مقاتل فيهم أخوة تياذوس وساله ترك الأتاوة التي كان آباؤه يسألونها ملوك الروم إذ هوملك، فاغتبط به أبرويز وسار بهم، فلما وصل إلى أداني أرضهم انضم غليه كثير من أهل فارس فاستظهر على بهرام، فقصد بهرام بلاد الترك فأكرمه ملكها، ولم يزل أبرويز يلاطف ملك الروم الذي نصره حتى وثبت الروم وارسل عليه في شيء أنكروه منه فقتلوه وملكوا غيره، ولجأ ابنه إلى أبرويز فملكه على الروم وارسل معه جنودداً كثيفة عليهم شهربراز، فدوخ عليهم البلاد، وملك صاحب كسرى بيت المقدس وقصد قسطنطسينية، فأناجوا على ضفة الخليج القريب منها، ولم يخضع لابن الملك الذي توجه كسرى أحد من الروم، وكانوا قد قتلوا الذي ملكوه بعد أبيه لما ظهر من فجوره وسوء تدبيره، وملكوا عليهم رجلاً يقال له هرقل.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٥٨٢
وقال ابن الفرات : إن أبرويز بعث مع ابن الملك الذي كان نصره ثلاثة من قواده في جنود كثيرة كثيفة، أما أحدهم فإنه كان يقال له زميرزان وجهه إلى بلاد الشلام فدوخها حتى انتهى إلى بلاد فلبسطين، وورد مدينة بيت المقدس، واخذ أسقفها ومن كان فيها من القسيسين وسائر النصارى
٥٩٠