يا قوم لا تغرركم هذي الخرق ولا وميض البيض في شمس برق من لم يقاتل منكم هذي العنق فجنبوه اللحم واسقوه المرق
ثم قام حنظلة بن ثعلبة إلى (وضين) امرأته فقطعه ثم تتبع الظعن بقيع وضنه، لئلا يفر عنهن الرجال، والوضين : بطان الناقة فسمي يومئذ : مقطع الوضن.
وقال ابن مسكوية : إنه لما قطع الوضن وقع النساء إلى الأرض وإن بنت القرين الشيبانية نادت :
ويها بني شيبان صفاً بعد صف إن تهزموا يصبّغوا فينا القلف
٥٩٨
فقطع سبعمائة من بني شيبان أيدي أقبيتهم من قبل مناكبهم لتخف أيديهم بالضرب، وتقدمت عجل يومئذ بلاء حسناً، واضطمت عليهم جنود العجم فقال الناس : هلكت عجل، ثم حملت بكر فوجدت عجلاً ثابتة تقاتل وامرأة منهم تقول :
إن يظفروا يحرزوا فينا الغزل فدى لكم نفسي فدى بني عجل
وتقول أيضاً :
إن تقدموا نعانق ونفرش النمارق أو تهربوا نفارق فراق غير وامق
فكانت بنو عجل في الميمنة بإزاء خيارزين وبنو شيبان في ا لميسرة بإزاء كتيبة الهامرز، وأفناء بكر بن وائل في القلب فخرج أسوار من الأعاجم مسور مشنف في أذنيه درتان، من كتيبة العامرز يتحدى الناس للبراز، فنادى في بني شيبان فلم يبارزه أحد حتى إذا دنا من بني يشكر برز له برد بن حارثة أخو بين ثعلبة فشد عليه بالرمح فطعنه فدق صلبه وأخذ حليته وسلاحه، وقال ابن مسكوية : ونادى الهامرز لما رأى جد القوم وثباتهم للحرب وصبرهم للموت مرد ومرد، فقال : وأبيكم لقد أنصف، وبرز له فلم يلبتث برد أن تمكن من الهامرز فقتله.


الصفحة التالية
Icon