ولما كان الجزاء امراً مهولاً، أشار إليه بأداة التراخي فقال :﴿ثم إليه﴾ أي لا إلى غيره ﴿ترجعون*﴾ معنى في أموركم كلها في الدنيا وإن كنتم لقصور النظر تنسبونها إلى الأسباب، وحسا بعد قيام الساعة، وقراءةا لجماعة بالالتفات إلى الخطاب أبلغ لأنها أنص على المقصود، وقرأ أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وروح عن يعقوب بالياء التحتانية على النسق الماضي.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٦٠٥
ولما ذكر الرجوع، أتبعه بعض أحوزاله فقال :﴿ويوم تقوم الساعة﴾ سميت بذلك إشارة إلى عظيم القدرة عليها مع كثرة الخلائق على ما فيهم من العظماء وزالكبراء والرؤساء ﴿يبلس﴾ أى يسكت ويسكن يأساً وتحيراً على غاية الذل - بما أشار إليه تذكير الفعل امع التجدد والاستمرار بما أومأ إليه المضارع ﴿المجرمون*﴾ الذين وصلوا من الدنيا ما من حقه أن يقطع لفنائه، وقطعوا من أسباب الآخرة مامن حقه أن يوصل لبقائه، وكانوا في غاية اللبس في الجدل ومعرفة كل ما يغيظ الخصم من القول والفعل والتمايل والتضاحك عند سكوت الخصم تعجباً من جريانهم في هذيانهم سروراً منهم بإسكاته ليظن بعض من رآه أنه انقطع وأن الحجة لهم.
٦٠٦