عبد الله رضي الله عنه، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر" يدخل هنا.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٦٠٧
ولما ذكر دلالة على لابعث المستلزم للوحدانية مطلق التحويل الذي هو إحياء في المعنى بعد إماتة، اتبعه الإحياء والإماتة حقيقة، صاعداً من ذكر البعث تصريحاً بما كان ألقاه تلويحاً فقال :﴿يخرج الحي﴾ كالإنسان والطائر ﴿من الميت﴾ كالنطفة والبيضة ﴿ويخرج الميت﴾ كالبيضة والنطفة ﴿من الحي﴾ عكس ذلك ﴿ويحي الأرض﴾ باخضرار النبات.
ولما كان من الأراضي ما لا ينبت إلا بعد مدة إنزال المطر، ومنها ما ينبت من حين إنزال المطر عقب تحطم ما كان بها من النبات سواء، أسقط الجار هنا تنبيهاً على الأمر الثاني لأنه أدل على القدرة، فهو أنسب لهذاالسياق ولمقصودها السورة، ولأنه جعل فيه قوة إحيائها على الدوام فقال :﴿بعد موتها﴾ بيبسه وتهشمه.
ولما كان التقدير : كذلك يقعل على سبيل التكرر وأنتك تنظرون، عطف عليه قوله :﴿وكذلك﴾ أي ومثل فعله هذا الفعل البديع من إخراجه لهذا الحي حساً ومعنى من الميت ﴿تخرجون﴾ بأيسر أمر من الأرض بعد تفرق أجسامكم فيها من التراب الذي كان حياً بحياتكم - هذا على قراءة الجماعة البناء للمفعول.