الباعث وفي ال الماضي من الطبائع التي هيأه بها لمثل ذلك كما أشار إليه قوله ﷺ المتفق عليه في الصحيح عن علي رضي الله تعالى عنه :"اعملوا فكل ميسر لما خلق له" وآية سبحان سبحان
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٦١٩
﴿كل يعمل على شاكلته﴾ [الإسراء : ٨٤] وذلم أنه لما أخبرهم
٦٣٢
صلى الله عليه وسلم أن اللع تعالى قد كتب أهل الجنة وأهلالنار، فلا يزاد فيهم ولا ينقص، قالوا : أفلا نتكل على كتابا وندع العمل ؟ فالكتاب حجة عليهم، لأن مبناه على أن فلاناً من أهل النار لكونه لم يعمل كذا وكذا، فأرادوا أن يجعلوه حجة لهم فاعلموا أن في ذلك أمرين لا يبطل احدهما الآخر : باطن هو العلة الموجبة في حكم الربوبية وهو العلم، وظاهر هو السمة اللازمة في حق العبودية وهوالعمل، وهو أمارة مخيلة غير مفيدة حقيقة العلم، عولموا بذلك ليتعلق خوفهم بالباطن المغيب عنهم، ورجاؤهم بالظاهر البادي لهم، والخوف والرجاء مدرجتا العبودية ليستكملوا بذلك صفة الإيمان، ونظير ذلك أمران : الرزق المقسوم مع الأمر بالمسب، والأجل المحتوم مع المعالجة بالطب، فالمغيب فيهما علة موجبة والظاهر سبب مخيل، وقد اصطلح خواصهم وعوامهم على أن الظاهر منهما لا يترك بالباطن - ذكر معناه الرازي في اللوامع عنا لخطابي.