﴿يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال﴾﴿يا أيها النبي إذا طلقتم النساء﴾ [الطلاق : ١] ﴿يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك﴾ [التحريم : ١] ﴿يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين﴾ [التوبة : ٧٣] ﴿يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات﴾ [الممتحنة : ١٢] وقد تبين في غير هذا، وأن ما ورد على خلاف هذا القانون فلسبب خاص استدعى العدول عن المطرد كقوله :﴿يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك﴾ فوجه هذا أن قوله سبحانه ﴿وإن لم تفعل فما بلغت رسالته﴾ موقعه شديد، فعدول بذكره ﷺ باسم الرسالة لضرب من التلطف، فهو من باب ﴿عفا الله عنك لم أذنت لهم﴾ [التوبة : ٤٣] وفيه بعض غموض، وأيضاً فإنه لما قيل له " بلغ " طابق هذا ذكره بالرسالة، فإن المبلغ رسول، والرسول مبلغ، ولا يلزم النبي أن يبلغ إلا أن يرسل، وأما قوله تعالى :﴿يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر﴾ [المائدة : ٤١] فأمره وإن كان نهياً أوضح من الأول، لأنه تسلية له عليه السلام وتأنيس وأمر بالصبر والرفق بنفسه، فبابه راجع إلى ما يرد مدحاً مجرداً عن الطلب، وعلى ما أشير إليه يخرج ما ورد من هذا.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٦٧
ولما افتتحت هذه السورة بما حاصله ما قدمناه من إعلامه عليه السلام من هذا الأمر بعلي حاله ومزية قدره، ناسب ذلك ما احتوت عليه السورة من باب التنزيه في مواضع منها إعلامه تعالى بأن أزواج نبيه ﷺ أمهات للمؤمنين فنزهن عن أن يكون
٦٩


الصفحة التالية
Icon