قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله} - إلى قوله :﴿وما بدلوا تبديلاً﴾ وقوله :﴿وإثماً مبيناً﴾ وفي هذه الآيات من تأنيس المؤمنين وبشارتهم وتعظيم حرمتهم ما يكسر هذا القبيل أيضاً ما تضمنت السورة من تعداد نعمه تعالى عليهم وتحسين خلاصهم كقوله تعالى :﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم﴾ - إلى قوله :﴿هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً﴾ وقوله تعالى :﴿ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال﴾ إلى قوله :﴿وكان الله على كل شيء قديراً﴾ وختم السورة بذكر التوبة والمغفرة أوضح شاهد لما تمهد من دليل قصدها
٧٠
وبيانها على ما وضح الحمد لله ولما كان حاصلها رحمة ولطفاً ونعمة، لا يقدر عظيم قدرها، وينقطع العالم دون الوفاء بشكرها، أعقب بما ينبغي من الحمد يعني أول سبأ - انتهى.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٦٧
ولما كان ذلك مفهماً لمخالفة كل ما يدعو إليه كافر.
وكان الكافر ربما دعا إلى شيء من مكارم الأخلاق، قيده بقوله :﴿واتبع﴾ أي بغاية جهدك.
ولما اشتدت العناية هنا بالوحي، وكان الموحي معلوماً من آيات كثيرة، بني للمفعول قوله :﴿ما يوحى﴾ أي يلقى إلقاء كما يفعل المحب مه حبيبه ﴿إليك﴾ وأتى موضع الضمير بظاهر يدل على الإحسان في التربية لينوي على امتثال ما أمرت به الآية السالفة فقال :﴿من ربك﴾ أي المحسن إليك بصلاح جميع أمرك، فمهما أمرك به فافعله لربك ى لهم، ومهما نهاك عنه فكذلك، سواء كان إقبالاً عليهم أو إعراضاً عنهم أو غير ذلك.