ولما كان كأنه قيل : فما تقول ؟ اهدنا إلى سبيل الحق في ذلك، أرشد إلى أمر التبني إشارة إلى أنه هو المقصود في هذه السورة لما يأتي بعد من آثاره التي هي المقصودة بالذات بقوله :﴿ادعوهم﴾ أي الأدعياء ﴿لآبائهم﴾ أي إن علموا ولداً قالوا : زيد بن حارثة ؛ ثم علله بقوله :﴿هو﴾ أي هذا الدعاء ﴿أقسط﴾ أي أقرب إلى العدل من التبني وإن كان إنما هو لمزيد الشفقة على المتبني والإحسان إليه ﴿عند الله﴾ أي الجامع لجميع صفات الكمال، فلا ينبغي أن يفعل في ملكه إلا ما هو أقرب إلى الكمال، وفي هذا النسبة إلى ما مضى بعض التنفيس عنهم، وإشارة إلى أن ذلك التغليظ بالنسبة إلى مجموع القولين المتقدمين.
ولما كانوا قد يكونون مجهولين، تسبب عنه قوله :﴿فإن لم تعلموا آباءهم﴾ لجهل أصلي أو طارئ ﴿فإخوانكم في الدين﴾ إن كانوا دخلوا في دينكم ﴿وموالكيم﴾ أي أرقامكم مع بقاء الرق أو مع العتق على كلتا الحالتين، ولذا قالوا : سالم مولى أبي حذيفة.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٧١
ولما نزل هذا قال النبي ﷺ :" من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام " - أخرجه الشيخان عن سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة رضي الله عنهما.


الصفحة التالية
Icon