ولما أخبر أن هذا الحكم في كتاب الله، أعاد التنبيه على ذلك تأكيداً قلعاً لهذا الحكم الذي تقرر في الأذهان بتقريره سبحانه فيما مضى فقال مستأنفاً :﴿كان ذلك﴾ أي الحكم العظيم ﴿في الكتاب﴾ أي القرآن في آخر سورة الأنفال ﴿مسطرواً*﴾ بعبارة تعمه، قال الأصبهاني : وقيل : في التوارة، لأن في التوراة : إذا نزل رجل بقوم من أهل دينه فعليهم أن يكرموه ويواسوه، وميراثه لذوي قرابته، فالآية من الاحتباك : أثبت وصف الإيمان أولاً دليلاً على حذفه ثانياً ووصف الهجرة ثابناً دليلاً على حذف النصرة أولاً.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٧١
ولما كان نقض العوائد وتغيير المألوفات مما يشق كثيراً على النفوس، ويفرق المجتمعين، ويقطع بين المتواصلين، ويباعد بين المتقاربين، قال مذكراً له ﷺ بما أخذ على من قبله من نسخ أديانهم بدينه، وتغيير مألوفاتهم بإلفه، ومن نصيحة قومهم بإبلاغهم كل ما أرسلوا به، صارفاً القول إلى مظهر العظمة لأنه أدعى إلى قبول الأوامر :﴿وإذا﴾ فعلم أن التقدير : اذكر ذلك - أي ما سطرناه لك قبل هذا في كتابك، واذكر إذ ﴿أخذنا﴾ بعظمتنا ﴿من النبيين ميثاقهم﴾ في تبيلغ الرسالة في المنشط والمكره، وفي تصديق بعضهم لبعض، وفي اتباعك فيما أخبرناك به في قولنا ﴿لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه﴾ [آل عمران : ٨١] وقولهم : أقررنا.
٧١


الصفحة التالية
Icon