د أن لا يفوته، وزند شحاح : لا يورى، وما شحاح : نكد غير غمد - لأنه اشتد اجتماعه في مكانه، واشتدت أرضه باجتماع أجزائها فصلبت جداً فضنت به.
وأرض شحاح : صلبة، قال القزاز : وبه شبه الزند، والشحاح : الحد والسيئ الخلق والماضي في كلام أو سير، والمواظب
٨٧
على الشيء، لأن ذلك من لوازم الحدة الناشئة عن القوة الناشئة عن الجمع، ومن هنا قيل للخطيب البليغ والشجاع والغيور : شحشح وشحشاح، والشحشح من الغربان : الكثير الصوت، ومن الحمير : الخفيف، ومن القطا : السريعة، والشحشاح : الطويل - كأنه جمع طولين، وشحشح البعير في الهدير - إذا لم يخلصه، كأنه جمع إلى الهدير ما ليس بهدير، والشحشحة : صوت الصرد - لكثرة اتصالها، فهي ترجع إلى الحدة التي ترجع إلى القوة الناشئة عن الجمع، وترديد البعير في الهدير والطيران السريع الحذر، فإنه يدل على اجتماع القلب وثقوب الذهن، وامرأة شحشاح - كأنه رجل في قوتها، والمشحشح - كالمسلسل : القليل الخير، وإبل شحائح : قليلة الدر، وذلك من الجمع والصلابة الناشئة عن القساوة والنكد، والشحيح من الأرض ما يسيل من أدنى مطر، لصلابتها وشدة اجتماع بعضها إلى بعض، والشحشح أيضاً من الأرض ما لا يسيل إلا من مطر كثير ضد الأول، وذلك ناظر إلى جمعها للنظر لغوره فيما لما في أجزائها من التفرق الذي تقدم أنه من لوازم الجمع، ومن مطلق الجمع : الفلاة الواسعة - لأنها جامعة لما يراد جمعه، والشحاح : شهاب صغار تدفع الماء إلى الوادي، فهي بمدها جامعة، وبكونها صغاراً نكدة ومجتمعة في نفسها، ومن الجمع : الحشيش، وهو اليابس من العشب، وأصله ما جمع منه.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٧٥


الصفحة التالية
Icon