قالت : صبوه واطرحوه عليه ثوباً، ثم قالت لي : ادخلي يديك واقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من ذوي رحمها وأيتام لها، فقسمه حتى بقيت منه بقية تحت الثوب، قالت برزة بنت رافع : فقلت : غفر الله له يا أم المؤمنين، والله لقد كان لنا في هذا المال حق، قالت : فلكم ما تحت الثوب، فوجدنا تحته خمسمائة وثمانين درهماً، ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت : اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا، فماتت - ذكر ذلك البلاذري في كتاب فتوح البلاد.
١٠٤
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٠١
ولما حث سبحانه على المكارم والأخلاق الزاكية، وختم بالتذكير بالآيات والحكمة، أتبعه لمن تلبس من أهل البيت بما يدعو إليه ذلك من صفات الكمال، وبكنه ذكره على وجه يعم غيرهم من ذكر وأنثى مشاكلة لعموم الدعوة وشمول الرسالة، فقال جواباً لقول النساء : يا رسول الله! ذكر الله الرجال ولم يذكر النساء بخير فما فينا خير نذكر به، إنا نخاف أن لا يقبل منا طاعة، بادئاً الوصف الأول الأعم الأشهر من أوصاف أهل هذا الدين مؤكداً لأجل كثرة المنافقين المكذبين بمضمون هذا الخبر وغيرهم من المصارحين :﴿إن المسلمين﴾ ولما كان اختلاف النوع موجباً للعطف، قال معلماً بالتشريك في الحكم :﴿والمسلمات﴾.


الصفحة التالية
Icon