وقال البغوي : قال الشعبي : كانت زينب رضي الله عنها تقول للنبي ﷺ : إني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن : جدي وجدك واحد، وأني أنكحينك الله في السماء، وأن السفير لجبريل عليه السلام.
ولما ذكر سبحانه التزويج على ما له من العظمة، ذكر علته دالاً على أن الأصل مشاركة الأمة للنبي ﷺ في الأحكام وأن لا خصوصية إلا بدليل فقال :﴿لكي لا يكون على المؤمنين﴾ أي الذين أزالت عراقتهم في الإيمان حظوظهم ﴿حرج﴾ أي ضيق ﴿في أزواج أدعيائهم﴾ أي الذين تبنوا بهم وأجروهم في تحريم أزواجهم مجرى أزواج البنين
١٠٩
على الحقيقة ﴿إذا قضوا منهن وطرأ﴾ أي حاجة بالدخول بهن ثم الطلاق وانقضاء العدة.
ولما علم سبحانه أن ناساً يقولون في هذه الواقعة أقوالاً شتى، دل على ما قاله زين العابدين بقوله :﴿وكان أمر الله﴾ أي من الحكم بتزوجيها وإن كرهت وتركت إظهار ما أخبرك الله به كراهية لسوء القالة واستيحاء من ذلك، وكذا كل أمر يريد سبحانه ﴿مفعولاً*﴾ لأنه سبحانه له الأمر كله لا راد لأمره ولا معقب لحكمه.


الصفحة التالية
Icon