بقوله :﴿أروني الذين﴾ ولما لزم مما ثبت له سبحانه من صفات الكمال العلو الذي لا يداينه أحد بوجه قال :﴿ألحقتم به﴾ ولما كان الإلتحاق يقتضي ولا بد قصور الملحق عن المحلق به، أشار إلى فرط جهلهم بتسويتهم به بقوله :﴿شركاء﴾ ثم نبه بعد إبطال قياسهم على أنهم في غاية الجلافة والجمود فهم كالأنعام بما قرعهم به من الرجز في قوله مؤكداً تكذيباً لهم في دعوى الشرك :﴿كلا﴾ أي ارتدعوا وانزجروا فليس والله الأمر كما ذكرتم ولا قريب منه ﴿بل هو﴾ أي المعبود بالحق الذي لا يستحق أن يسمى هو غيره ﴿الله﴾ أي الذي اختص بالحمد في الأولى والآخرة ﴿العزيز﴾ أي الذي لا مثل له، وكل شيء محتاج إليه، وهو غالب على كل شيء غلبة لا يجد معها ذلك الشيء وجه مدافعة ولا انقلاب، ولا وصول لشيء إليه إلا بإذنه ﴿الحكيم*﴾ أي المحكم لكل ما يفعله فلا يستطيع أحد نقض شيء منه فكيف يكون له شريك وأنتم ترون له من هاتين الصفتين المنافيتين لذلك وتعلمون عجز من أشركتموه به عن أن يساويكم مع ما تعلمون من عجزكم.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ١٧٧