بصيغة فعيل فقيل :﴿العليم﴾ أي البالغ في العلم الذي هو منشأ القدرة، فلا يخفى عليه كلي ولا جزئي في ماضٍ ولا حال ولا مستقبل شاهد أو غائب.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٨٥
ولما تقرر ذلك، أنتج قوله مؤكداً لأجل إنكارهم القدرة على البعث :﴿إنما أمره﴾ أي شأنه ووصفه ﴿إذا أراد شيئاً﴾ أي إيجاد شيء من جوهر أو عرض أي شيء كان ﴿أن يقول له كن﴾ أي أن يريده ؛ ثم عطف على جواب الشرط على قراءة ابن عامر والكسائي بالنصب، واستأنف على قراءة غيره بالرفع بقوله :﴿فيكون*﴾ أي من غير مهلة أصلاً على وفق ما أراد.
ولما كان ذلك، تسبب عنه المبادرة إلى تنزيهه تعالى عما ضربوه له من الأمثال فذللك قال :﴿فسبحان﴾ أي تنزه عن كل شائبة نقص تبوها لا تبلغ أفهامكم كنهه، وعدل عن الضمير إلى وصف يدل على غاية العظمة فقال :﴿الذي بيده﴾ أي بقدرته وتصرفه خاصة لا بيد غيره ﴿ملكوت كل شيء﴾ أي ملكه التام وملكه ظاهراً وباطناً.