والفال مأخوذ من الفيال، وهي لعبة يتاقمرون بها، كانوا يأخذون
٣٠٣
الدراهم فيخلطونها بالتراب ثم يجمعونه طويلاً ثم يقسمونه بنصفين ويتقارعون عليه، فمن أصابه القرعة اختار من القسمين واحداً، فلما كان المفايل يختار منهما ما أحب سمي الفال، لأنه يتفاءل بما يحبه، وكان هذا في العرب كثيراً، وأكثره في بني أسد، قال الأصمعي : أخبرني سعد بن نصر أن نفراً ومن الجن تذاكروا عيافة بني أسد فأتوهم فقالوا : ضلت لنا ناقة، فلو أرسلتم معنا من يعيف، فقالوا لغليهم لهم : انطلق معهم، فاستردفه أحدهم، ثم ساروا فلقيتهم عقاب كاسرة إحدى جناحيها، فاقشعر الغليم فبكى فقالوا له : ما لك ؟ فقال : كسرت جناحاً، ورفعت جناحاً، وحلفت بالله صراحاً، ما أنت بإنسي ولا تبغي لقاحاً.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٩٨
وكانوا يسمون الذي يجيء عن يمينك فيأخذ إلى شمالك سانحاً، والذي يجيء عن يسارك فيأخذ إلى يمينك بارحاً، والذي يستقبلك ناطحاً وكافحاً، والذي يجيء من خلفك قعيداً، والذي يعرض في كل وجه متيحاً، فمنهم من كان بتشاءم بالبارح ويتيمن بالسانح، ومنهم من كان يتيمن بالبارح ويتشاءم بالسانح، قال زهير :
جرت سنحاً فقلت لها أجيزي نوى مشمولة فمتى اللقاء
وقال الكميت :
ولا السانحات البارحات عشية أمر سليم القرن أم مر أعضب


الصفحة التالية
Icon