ولما كانوا ربما أسندوا إيجادهم إلى من قبلهم غباوة منهم أو عناداً قال :﴿ورب آبائكم الأولين*﴾ أي الذين هم أول لكم، فشمل ذلك آباءهم الأقربين، ومن قبلهم إلى آدم عليه السلام.
ولما كان من أعظم المقاصد - كما مضى - التسلية والترجية، سبب عد دعائه قوله :﴿فكذبوه﴾ ولما كانت الترجية مستبعدة، سبب عن التكذيب قوله مؤكداً لأجل تكذيبهم :﴿فإنهم لمحضرون*﴾ أي مقهرون على إقحامنا إياهم فيما نريد من العذاب الأدنى والأكبر، وذكرهم بالسوء واللعن على مر الآباد وإن كرهوا ﴿إلا عباد الله﴾ أي الذين عملوا ما لهم من مجامع العظمة فعملوا بما علمهم فلم يدعوا غيره فإنهم لم يكذبوا! ثم وصفهم بما أشار إليه من الوصف بالعبودية والإضافة إلى الاسم الأعظم فقال :﴿المخلصين*﴾ أي لعبادته فلم يشركوا به شيئاً جلياً ولا خفياً، فإنهم ناجون من العذاب.
ولما جاهد في الله تعالى وقام بما يجب عليه من حسن الثناء، جازاه سبحانه فقال : عاطفاً على " فإنهم لمحضرون " ﴿وتركنا عليه﴾ أي من الثناء الجميل وجميع ما يسره :﴿في الآخرين*﴾ أي كل من كان بعده إلى يوم الدين.
ولما كان السلام اسماً جامعاً لكل خير لأنه إظهار الشرف والإقبال على المسلم عليه بكل ما يريد، أنتج ذلك قوله :﴿سلام﴾ ولما كان في اسمه على حسب تخفيف العرب له لغات إحداهما توافق
٣٣٨


الصفحة التالية
Icon