ولما كان المراد تبكيتهم بكونوا جعلوا جعلوا الأخس لله، وكانت الإناث أضعف من الذكور، ولكنها قد تطلق الأنوثة على غير الحيوان، وكانت الإناث في بعض الأجناس كالأسحار أشرف، عدل عن التعبير بالإناث وعبر بما ينص على المراد فقال :﴿البنات﴾ أي دون البنين، وهم - مع أنهم مربون مقهورون - يأنفون منهم غاية الأنفة ﴿ولهم﴾ أي دونه ﴿البنون*﴾ مع أن الرب الذي خصوه بأدنى القبيلين تارة يخلق الذكر من تراب ويريبه أحسن تربية، وأخرى من غيره أو يخرجه من بطن حوت أو غمرات نار أو غير ذلك، فبأي وسيلة ادعوا له ولداً والوالد لا يكون إلا بالتدريج في أطوار الخلق من النقطة إلى ما فوقها، ولا يرضى بذلك إلا عاجز فكيف باعاء أدنى الصنفين من الولد، سبحان ربك رب العزة.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٤٥
ولما كان دعواهم لأنوثة الملائكة متضمنة لادعاء العلم باختصاصه عند دعوى الولدية بأدنى القبيلتين أو ادعاء العلم بأنه خلقهم إناثاً بمشاهدة منهم أو كتاب منه إليهم،
٣٤٦


الصفحة التالية
Icon