أخرجه مسلم في آخر كتاب الإيمان، وقد مر في سبحان في قوله تعالى :﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾ ما ينفع هنا، والقاطع للنزاع في هذا قوله ﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدو الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة﴾ [النحل : ٣٦] فما تركت هذه الآية أحداً حتى شملته وحكمت عليه بالجنة أو النار.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٥٩
ولما كان قوله ﷺ وحده جديراً بأن يزلزلهم فكيف إذا انضم إليه علمهم بأن أسلافهم لا سيما إسماعيل وأبوه إبراهيم عليهما السلام كانوا عليه، أكدوا قولهم :﴿إن﴾ أي ما ﴿هذا﴾ أي الذي يقوله ﴿إلا اختلاق*﴾ أي تعمد الكذب مع أنه لا ملازمة بين عدم سماعهم فيها وبين كونه اختلافاً، بل هو قول يعرف معانيه بأدنى تأمل، روى الترمذي -
٣٦١
وقال : حسن صحيح - والنسائي وابن حبان في صحيحه وأحمد وإسحاق وأبو يعلى والطبري وابن أبي حاتم وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مرض أبو طالب فجاءته قريش، وجاءه النبي ﷺ وعند أبي طالب مجلس رجل فقام أبو جهل كي يمنعه، قال : وشكوه ألى أبي طالب - زاد الكسائي في الكبير وأبو يعلى : وقالوا : يقع في آلهتنا فقال : يا ابن أخي! ما تريد من قومك ؟ قال "أريد منهم كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم العجم الجزية" قال : كلمة واحدة، قال : كلمة واحدة، فقال : وما هي ؟ فقال : يا عم، قولوا " لا إله إلا الله " فقالوا : أجعل الآلهة إلهاً واحداً ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن إلا اختلاق، قال : فنزل فيهم " ﴿ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفورا في عزة وشقاق﴾ إلى قوله :﴿اختلاق﴾ وفي التفاسير أنهم قالوا : كيف يسع الخلق كلهم إله واحد.