ولما ذكر الخوف، أتبعه قرينه الذي لا يصح بدونه فقال :﴿ويرجوا رحمة ربه﴾ أي الذي لم يزل ينقلب في إنعامه.
ولما كان الحامل على الخوف والرجاء والعمل إنما هو العلم النافع، وكان العلم لا ينفع كالجهل أو الجهل خير، كان جواب ما تقدم من الاستفهام : لا يستويان، لأن المخلص عالم والمشرك جاهل.
فأمره بالجواب بقوله :﴿قل﴾ أي لا يستويان، لأن الحامل على الإخلاص العلم وعلى الإشراك الجهل وقلة العقل، ثم أنكر على من يشك في ذلك فقل له :﴿هل يستوي﴾ أي في الرتبة ﴿الذين يعلمون﴾ أي فيعلمون على مقتضى العلم، فأداهم علمهم إلى التوحيد والإخلاص في الدين ﴿والذين لا يعلمون﴾ فليست أعمالهم على مقتضى العلم إما لجهل وإما لإغراض على مقتضى العلم فصاروا لا علم لهم لأنه لا انتفاع لهم به لأنهم لو تأملوا أدنى تأمل مع تجريد الأنفس من الهوى لرجعوا إليه من أنه لا يرضى أحد اصلاً لعبده أن يخالف أمره، وإلى أنه لا يطلق العلم إلا على العامل أرشد قول ابن هشام في السيرة ﴿ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا﴾ [آل عمران : ١٨٨] أن يقول الناس : علماء، وليسوا بأهل علم، لم يحملوهم على هدى ولا حق.
٤٢٧
ولما كان مدار السداد التذكر.


الصفحة التالية
Icon