ولما تسبب عن علم ذلك وجوب المبادرة إلى الإذعان له لفوز الدارين، حسن جداً قوله تعالى تسلية له ﷺ لعظيم ما له من الشفقة عليهم وتهديداً لهم :﴿فمن اهتدى﴾ أي طاوع الهادي ﴿فلنفسه﴾ أي فاهتداؤه خاص نفعه بها ليس له فيه إلا أجر التسبب ﴿ومن ضل﴾ أي وقع منه ضلال بمخالفته لداعي الفطرة ثم داعي الرسالة عن علم معتمد، أو إهمال للنظر وتهاون.
ولما كان ربما وقع في وهم أنه يحلق الداعي بعد البيان ومن إثم الضال، وكان السياق لتهديد الضالين.
زاد في التأكيد فقال :﴿فإنما يضل عليها﴾ أي ليس عليك بشيء من ضلاله، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.
ولما هدى السياق إلى أن التقدير : فما أنت عليهم بجبار لتقهرهم على الهدئ، عطف عليه قوله :﴿وما أنت﴾ أي في هذا الحال، ولمزيد العناية بنفي القهر أداة
٤٥٢
الاستعلاء فقال :﴿عليهم بوكيل*﴾ لتحفظهم عن الضلال، فإن الرسالة إليهم لإقامة الحجة لا لقدرة الرسول على هدايتهم ولا لعجز المرسل عن ذلك.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٥٠


الصفحة التالية
Icon