ولما كان التقدير : فيعذب الظالمين فلو علموا ذلك لما ظنوا بادعائهم له سبحانه ولداً وشركاء يقربونهم إليه زلفى منهم بجلاله ونزاهته عما ادعوه له وكماله، عطف عليه تهويلاً للأمر قوله :﴿ولو أن﴾ وكان الأصل : لهم - ولكنه قال تعميماً وتعليقاً بالوصف :﴿للذين ظلموا﴾ أي وقعوا في الظلم في شيء من الأشياء ولو قال ﴿ما في الأرض﴾ ولما كان الأمر عظيماً أكد ذلك بقوله :﴿جميعاً﴾ وزاد في تعظيمه بقوله :﴿ومثله﴾ وقال :﴿معه﴾ ليفهم بدل الكل جملة لا على سبيل التقطيع ﴿لافتدوا﴾ أي لاجتهدوا في طلب أن يفدوا ﴿به﴾ أنفسهم ﴿من سوء العذاب﴾ وبين الوقت تعظيماً له وزيادة في هوله فقال :﴿يوم القيامة﴾ روى الشيخان عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
٤٥٧
قال "يقول الله عز وجل لأهون أهل النار عذاباً : لو أن لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتدياً به ؟ فيقول : نعم، فيقول : قد أردت منك أهون من هذا وأنت صلب آدم عليه السلام أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلا أن تشرك بي ".
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٥٥
قوله : أردت أي فعلت معك بالأمر فعل المريد وهو معنى قوله في رواية : قد سألتك.