ولما كانت النفس إذا وقعت في ورطة لا تدع وجهاً محتملاً حتى تتعلق بأذياله، وتمت بحباله وتفتر بمحاله، قال حاكياً كذبها حيث لا يغني إلا الصدق :﴿أو تقول﴾ أي عند نزول ما لا قبل لها به ﴿لو أن﴾ وأظهر ولم يضمر إظهاراً للتعظيم وتلذذاً بذكر الاسم الشريف فقال :﴿الله﴾ أي الذي له القدرة الكاملة والعلم الشامل ﴿هداني﴾ أي ببيان الطريق ﴿لكنت﴾ أي ملازماً ملازمة المطبوع على كوني ﴿من المتقين*﴾ أي الذي لا يقدمون على فعل ما لم يدلهم عليه دليل.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٦٢
ولما ذكر حالها في الاعتراف بالبطلان، ثم الفزع إلى الزور والبهتان، أتبعه التمني الذي لا يفيد غير الخسران، فقال :﴿أو تقول﴾ أي تلك النفس المفرطة ﴿حين ترى العذاب﴾ أي الذي هاجمهما للحرحمة أو النقمة :﴿لو أن﴾ أي يا ليت ﴿اي كرة﴾ أي رجعة إلى دار العمل لأتمكن منه ﴿فأكون﴾ أي فيتسبب عن رجوعي إليها أن أكون ﴿من المحسنين*﴾ أي العاملين بالإحسان الذي دعا إليه القرآن، هذا الأعراب - وهو عطفه على الجواب - أوفق لبقية الآيات التي من سلكه.
ولما حذر سبحانه بما يكون للمأخوذ من سيئ الأحوال وفظيع الأهوال، وكان
٤٦٤