ولما كان ما يدركون منها من السعة والكبر كافياً في العظمة وأن لم يدركوا أنه سبع، أكد بما يصلح لجميع طبقاتها تنبيهاً للبصراء على أنها سبع من غير تصريح به فقال :﴿جميعاً﴾ ولما كان أحقر ما عند الإنسان وأخفه عليه ما يحويه في قبضته، مثل بذلك في قوله مخبراً عن المبتدأ مفرداً بفتح القاف لأنه أقعد في تحقير الأشياء العظيمة بالنسبة إلى جليل عظمته :﴿قبضته﴾.
ولما كان في الدنيا من يدعي الملك والقهر والعظمة والقدرة، وكان الأمر في الآخرة بخلاف هذا لانقطاع الأسباب قال :﴿يوم القيامة﴾ ولا قبضة هناك حقيقية ولا مجازاً، وكذا الطي واليمين، وإنما تمثيل وتخييل لتمام القدرة.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٦٦
ولما كانوا يعلمون أن السماوات سبع متطابقة بما يشاهدون من سير النجوم، جمع ليكون مع ﴿جميعاً﴾ كالتصريح في جميع الأرض أيضاً في قوله :﴿والسماوات مطويات﴾ ولما كان العالم العلوي أشرف، شرفه عند التمثيل باليمين فقال :﴿بيمينه﴾ ولما كان هذا إنما هو تمثيل بما نعهد والمراد به الغاية في القدرة، نزه نفسه المقدس عما ربما تشبث به المجسم والمشبه فقال :﴿سبحانه﴾ أي تنزه من هذه القدرة قدرته عن كل شائبة نقص وما يؤدي
٤٦٩


الصفحة التالية
Icon