الآفاق العلوية ما يرد الموفق عن غيه :﴿هو﴾ أي وحده ﴿الذي يريكم﴾ أي بالبصر والبصيرة ﴿آياته﴾ أي علاماته الدالة على تفرده بصفات الكمال تكميلاً لنفوسكم، فينزل من السماء ما فيحيي به الأرض بإعادة ما تحطم فيها من الحبوب فتفتتت بعد موتها بصيرورة ذلك الحب تراباً لا تميز له عنه من طبعه الإنابة، وهو الرجوع عما هو عليه من الجهل إلى الدليل بما ركز في فطرته من العلم، وذلك هو معنى قوله :﴿وينزل لكم﴾ أي خاصاً بنفعكم أو ضركم ﴿من السماء﴾ أي جهة العلو الدالة على قهر ما نزل منها بإمساكه إلى حين الحكم بنزوله ﴿رزقاً﴾ لإقامة أبدانكم من الثمار والأقوات بانزال الماء فهو سبحانه يدلكم عليه ويتحبب إليكم لتنفعوا أنفسكم وأنتم تتبغضون إليه وتتعامون عنه لتضروها ﴿وما يتذكر﴾ ذلك تذكراً تاماً - بما أشار إليه الإظهار - فيقيس عليه بعث من أكلته الهوام، وانمحق باقيه في الأرض ﴿إلا من ينيب*﴾ أي له أهلية التجديد في كل وقت للرجوع إلى الدليل بأن يكون حنيفاً ميالاً للطافته مع الدليل حيثما مال.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٨٩
ما هو بحلف جامد ما الفه، ولا يحول عنه أصلاً، لا يصغي إلي قال ولا قيل، ولو قام على خطابه كل دليل.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٤٨٩


الصفحة التالية
Icon