ولما افتتح بذم الدنيا، ثنى بمدح الآخرة فقال :﴿وإن الآخرة﴾ لكونها المقصودة بالذات ﴿هي دار القرار*﴾ التي لا تحول منها أصلاً دائم كل شيء من ثوابها وعقابها، والهلاك، لمن اجترأ على المحارم واستخف الانتهاك قال الاصفهاني : قال بعض العارفين : لو كانت الدنيا ذهباً فانياً والآخرة خزفاً باقياً، لكانت الآخرة خيراً من الدنيا فكيف والدنيا خزف فان، والآخرة ذهب باق بل أشرف وأحسن.
وكما أن النعيم فيها دائم فكذلك العذاب، فكان الترغيب في نعيم الجنان، والترهيب من عذاب النيران، من أعظم وجوه الترغيب والترهيب، فالآية من الاحتباك : ذكر المتاع أولاً دليلاً على حذف التوسع ثانياً، والقرار ثانياً دليلاً على حذف الارتحال أولاً.
٥١٦
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٥١٣


الصفحة التالية
Icon