ولما كانت هذه الخصلة أمّا جامعاً لجميع مصالح الدين والدنيا قال منبهاً على عظيم وبديع نبلها حاثاً على الاستظلال بجميع ظلها مشيراً بالبناء للمفعول إلى أنها هي العمدة المقصودة بالذات على وجه منبه على أنها مخالفة لجبلة الأنسان حثاً على الرغبة في طلبها من واهبها ﴿وما يلاقها﴾ أي يجعل لاقياً لهذه الخصلة التي هي مقابلة الإساءة باحسن الحسن وهو الإحسان الذي هو أحسن من العفو والحلم والصبر والاحتمال بأن يعلق الله تعالى إرادته على وجه الشدة والمبالغة بإلقائها إليه ﴿إلا الذين صبروا﴾ أي وجدت منهم هذه الحقيقة وركزت في طباعهم، فصاروا يكظمون الغيظ
٥٧٣
ويحتملون المكاره، وكرر إظهار البناء للمفعول للتنبيه على أنه لا قدرة عليها أصلاً إلا بتوفيق الخالق بأمر وطني يقذفه وحياً تظهر ثمرته على سائر البدن، فقال دالاً باعادة النافي على زيادة العظم وعلى لأن أصحاب هذه الخصلة على رتبتين كب رتبة منها مقصودة في نفسها ﴿وما يلقّاها﴾ على ما هي عليه من العظمة ﴿إلا﴾ وأفرد هنا بعد جمع الصابر على ندرة المستقيم على هذه لخصلة ﴿ذو حظ﴾ أي نصيب وقسم وبخت ﴿عظيم*﴾ أي جليل في الدنيا والآخرة عند الله وعند الناس.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٥٧٣


الصفحة التالية
Icon