ثمرات النبات والحيوان التي هي خبء في ذوات ما هي خارجة منه، فهي كخروج الناس بعد موتهم من خبء الأرض، فقال مقدماً للرزق على الخلق كما هو الأليق، عطفاً على ما تقديره : فما يعلمها ولا يعلمها إلا هو :﴿وما تخرج﴾ أي في وقت من الأوقات الماضية والكائنة والاية، فإن " ما " نافية لا تدخل إلا على معناه الحلول، فالمراد مجرد تصوير إن كان زمانه قد مضى أو لم يأت، وأكد النفي بالجار فقال :﴿من ثمرات﴾ أي صغيرة أو كبيرة صلحة أو فاسدة من الفواكه والحبوب وغيرها ؛ والإفراد في قراءة الجماعة للجنس الصالح للقليل والكثير، نبهت قراءة نافع وابن عامر وحفص عن عاصم بالجمع على كثرة الأنواع ﴿من أكملها﴾ جمع كم وكمامة بالكسر فيهما وهو وعاء الطلع وغطاء النور، وكل ما غطى على وجه الإحاطة شيئاً من شابه أن يخرج فهوكم، ومنه قيل للقلنسوة : كمة، ولكم القميص ونحوه : كم، رأى إلا بعلمه ﴿وما تحمل من أنثى﴾ خداجاً أو تماماً، ناقصاً أو تاماً، وكذا النفي باعادة النافي ليشمل كلا على حياله، وعبر " لا " لأن الوضع ليس كالحمل يقع في لحظة بل يطول زمان انتظاره فقال :﴿ولا تضع﴾ حملاً حياً أو ميتاً ﴿إلا﴾ حال كونه ملتبساً ﴿بعلمه﴾ ولا علم لأحد غيره بذلك، ومن ادعى علماً به فليخبر بأن ثمرة الحديقة الفلانية والبستان الفلاني والبلد الفلاني تخرج في الوقت كذا أو لا تحمل العام شيئاً، ومن المعلوم أنه لا يحيط بهذا علماً إلا الله سبحانه وتعالى.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٥٨٣


الصفحة التالية
Icon