ولما كان الجمع لا بد منه، عبر بأداة التحقق فقال معلقا بجمع :﴿إذا﴾ وحقق النظر إلى البعث فعبر بالمضارع فقال :﴿يشاء قدير*﴾ أي بالغ القدرة كما كان بالغ القدرة عند الإيجاد من العدم بجمعهم في صعيد واحد يسمعههم الداعي وينفذهم البصر، ولما ذكرهم سبحانه بنعمه، وكان السياق لتعداد ما ناسب مقصود هذه السورة منها، كان الفكر جديراً بأن يخطر له ما في الدنيا من الأمراض والأنكاد والهموم والفهوم بالإشقاء فيها والإسعاد، قال شافياً لعي سؤاله عن ذلك ما فيه من نعمته على وجه دال على تمان قدرته، عاطفاً على ما هو مضمون ما مضى بما تقديره : فهو الذي خلقكم ورزقكم وهو المتصرف فيكم بعد بثكم بالعافية والبلاء تمام التصرف، فلا نعمة عندكم ولا نقمة إلا منه، ولا يقدر أصحابها على ردها ولا رد شيء مها فهو وليكم وحده ﴿وما أصابكم﴾ واجههم بالخطاب زيادة في تقريب الطائع وتكبيت العاصي، وعم بقوله :﴿من مصيبة﴾ وأخبر عن المبتدأ بقوله :﴿فبما﴾ أي كائن بسبب الذي - هذا على قراءة نافع وابن عامر، وإثبات الفاء في الباقين زيادة في إيضاح السببية فقرأوا " فبما " لتضمن المبتدأ الشرط أي فهو بالذي.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٦٢٧
ولما كانت النفوس مطبوعة النفوس مطبوعة على النقائض، فهي لا تنفك عنها إلا بمعونة من الله شديدة، وكان عملها كله أو جله عليها، فعبر بالفعل المجرد إشارة إشارة إلى ذلك فقال :﴿كسبت﴾ ولما كان العمل غالبا باليد قال :﴿أيديكم﴾ أي من الذنوب، فكل نكد لاحق إنما هو بسبب ذنب سابق أقله التقصير، روى ابن ماجة في سننه وابن حبان في صحيحه - والحاكم واللفظ له وقال : صحيح الإسناد - عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله :
٦٣١


الصفحة التالية
Icon