الباصرة ظلمة بالنسبة إلى الباطن، ومدرك الفوة العاقلة هو الله وصفاته وأفعاله، ومدرك القوة هو الألوان والأشكال
٦٥٣
فيكون نسبة شؤرف القوة العاقلة إلى شرف القفوة الباصرة كنسبة شرف ذات الله إلى شرف الألوان والأشكال، والقوة الباصرة كالخدم والقوة العاقلة كالامبير، والامير أشرف من الخادم، والقوة الباصرة قد تغلط والقوة العاقلة لا تغلط، إن الإدراك العقلي أكمل وأقوى وأشرف من الإدراك البصري، وكل واحد من الإدراكين يقتضي الظهور الذي هو أشرف خواص النور، فكان الإدراك العقلي أولى بكونه نوراً، والإدراك العقلي قسمان : أحدهما واجب الحصول عند سلامة القوى والالات وهي التعقلات الفطرية، والثاني ما يكون مكتسباً، وهي التعقلات النظرية، ولا يكون منت لوازم جوهر الإنسان لأنه حال الطفولية لم يكن عالماً البتة، فهذه الأنورا إنما حصلت بعد أن لم تكن فلا بد لها من سبب، والفطرة الإنسانية قد يعتريها الزيغ فلا بد مكن هاد ومرشد، ولا مرشد فوق كلام الله وأنبيائه، فتكون منزلة ىيات القرآن عند عين العقل منزلة نور الشمس ونور العقل يشبه نور العين، وبهذا يظهر معنى قوله تعالى :
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٦٥٢