وإلا لدفع عنه من يمكن نزعه له وخلافه إياه، فلا يكون صالحاً للتدبير والقهر لكل من يخالف رسله والإيحاء لكل من يوافقهم على مر الزمان وتطاول الدهر ومد الحدثان على نظام مستمر، وحال ثابت مستقر.
ولما ثبت أنه لا مدبر للوجود غيره، ثبت قوله تعالى :﴿يحيى ويميت﴾ لأن ذلك من أجل ما فيهما من التدبير، وهو تنبيه على تمام دليل الوحدانية لأنه لا شيء مما فيهما يبقى ليسند التدبير إليه، ويحال شيء من الأمور عليه، فهما جملتان : الأولى نافية لما أثبتوه من الشركة، والثانية مثبتة لما نفوه من البعث.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦٢
ولما ثبت أنه المختص بالإفاضة والسلب، وكان السلب إدل على القهر، ذكرهم ما لهم من ذلك ي أنفسهم فقال سبحانه :﴿ربكم﴾ أي الذي أفاض عليكم ما تشاهدونه من النعم في الأرواح وغيرها ﴿ورب آبائكم﴾ ولما كانوا يشاهدون من ربوبيته لأقرب آبائهم ما يشاهدون لأنفسهم، رقي نظرهم إلى النهاية فقال :﴿الأولين﴾ أي الذين أفاض عليهم ما أفاض عليكم ثم سلبهم ذلك كما تعلمون، فلم يقدر أحد منهم على ممانعة ولا طمع في منازعة بنوع مدافعة.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦٢
٦٦


الصفحة التالية
Icon